من هي منظمة "بناي بريث" الصهيونية - ALYAKEEN جريدة اليقين الإلكترونية

عاجل

ALYAKEEN جريدة اليقين الإلكترونية

محترفون في خدمتكم ننقل لكم الحقائق المثبتة على مدار اليوم

إعلان

بانر 728X90

الأحد، 25 أغسطس 2013

من هي منظمة "بناي بريث" الصهيونية

«بناي بريث» منظمة صهيونية خطيرة ما خفي من أسرارها أعظم بكثير مما عُرف


اليقين / وكلات

باختصار تعني (بناي بريث) بالعربية (أبناء العهد)، هي منظمة صهيونية أسست في العام 1843 في نيويورك، وأهدافها توحيد اليهود قلبا وقالبا، ونشر التراث والتقاليد الصهيونية، وبسط الديانة اليهودية على أرض فلسطين العربية، والدفاع عن اليهود ومحاربة اللاسامية، ولها فروع في 45 بلدا، وتعتبر من أهم المنظمات الصهيونية المؤثرة في السياسة الاميركية منذ عهد الرئيس هاري ترومان وتأسيس الدولة العبرية.

بعد قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين العربية في العام 1948، وضعت منظمة (بناي بريث) نفسها في خدمة السياسة الصهيونية، ونفذت حملات تبرع ودعم للمؤسسات الصهيونية، وتتخذ من العاصمة الاميركية واشنطن مقرا لها، وتتفرع عنها (رابطة الدفاع اليهودية لمكافحة العنصرية واللاسامية)، ومؤسسة (هيلل) لمساعدة الطلبة ومنظمات الشبيبة، و(مؤسسة العمل والتوجية المهني) لتوفير فرص العمل لليهود.

(بناي بريث) أقدم المنظمات اليهودية الصهيونية وهي الأكثر عددا، إذ ينتسب إليها أكثر من نصف مليون عضو بين رجل وامرأة وهناك 1700 محفل للذكور (25 في المئة منها خارج الولايات المتحدة). وقبل عامين انتشر خبر في الولايات المتحدة يقول ان منظمة (بناي بريث) أعلنت افلاسها وانها تنوي حل نفسها، وذهب الخبر ادراج الرياح، ولم تصدر أية تعليقات جانبية عليه وطواه النسيان لأن وسائل الاعلام الصهيونية أرادت له أن يموت، ولا يعلق عليه، ومنذ ذلك الوقت لم يسمع أي خبر عن تلك المنظمة، هل حلت نفسها فعلا؟، وهل أعلنت افلاسها بالفعل؟

عندما نراجع كتاب (خفايا وأسرار بناي بريث) للكاتب الفرنسي ايمانويل راتييه الذي ترجمه إلى اللغة العربية احسان الهندي، ندرك أن القوة المالية الصهيونية تستطيع تمويل منظمة (بناي بريث) وعشرات غيرها.

فاذا كانت هذه المنظمة أعلنت افلاسها فإن ذلك يعني افلاس اليهود الاميركيين تحديدا وهذا لا يمكن تصديقه لأن المال الصهيوني في الولايات المتحدة وحدها يستطيع تغيير سياسة اميركا برمتها من خلال التحكم بموازنات كبرى الشركات الاميركية. اذا لماذا صدر ذلك الاعلان؟ وهل افلست تلك المنظمة؟

الواقع البحثي يقول ان (بناي بريث) لم تفلس، ولكن وراء هذا الاعلان من الاسرار والخفايا ما هو جدير بالتنبيه والتذكير.

واللافت إلى النظر أن زعماء (بناي بريث) هم الذين طلبوا من الادارة الاميركية التلويح بحجب منح الاتحاد السوفياتي السابق في عهد ميخائيل غورباتشوف المساعدات إلا اذا افسح المجال لهجرة اليهود السوفيات إلى فلسطين العربية المحتلة، ولكن الذي صورته وسائل الاعلام آنذاك أن حجب الحبوب عن الاتحاد السوفياتي موقف اميركي من الغزو السوفياتي لافغانستان، لكن احد زعماء منظمة (بناي بريث) وهو برو نغمان يرى ان مسألة هجرة اليهود السوفيات اكثر أهمية من مصير افغانستان.

وكشف النقاب عن مذكرة وردت إلى مكتب زعماء المنظمة في العام 1994 توضح أن أهم ما يمكن أن تفعله الدعاية والاعلام آنذاك هو دفع الاتحاد السوفياتي إلى تسهيل الهجرة اليهودية منه، وقد جاء فيها: «ان الموضوع الذي يمكن ان يصبح محط الامل بالنسبة إلى حملات الدعاية الطويلة الاجل هو موضوع دعم يهود الاتحاد السوفياتي، ان التجربة تدل على ان مثل هذه الوضعية يمكن استثمارها في سبيل منع الاتفاقات التي يمكن ان توقعها الولايات المتحدة في مؤتمرات القمة، أو تأخيرها على الاقل، ليس هناك من رئيس للولايات المتحدة، أو مرشح للرئاسة، يمكن ان يسمح لنفسه بمعالجة مثل هذه المسألة بالاهتمام اللازم، ولهذا فإن الرأي العام في - المجلس الدولي لمنظمة (بناي بريث) - هو أن يزيد المكتب الموازنة المخصصة لهذا الملف».

ومن اللافت ان طرح الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف لموضوع الاصلاحات (البروسترويكا) لاقى كل الدعم من منظمة (بناي بريث) مقابل تسهيل الهجرة اليهودية. وأشار احد زعماء المنظمة إلى ذلك بقوله: «يمكن الاتساع بتطبيق - البروسترويكا - وعليه فإننا ندعو إلى فتح مزيد من الكنس اليهودية تحيي مدارس التلمود والتوراة وتزدهر في ظلها المؤسسات اليهودية والمدارس التي تخرج جيلا جديدا من الحاخامين».

والواقع ان منظمة (بناي بريث) تمكنت خلال حقبة الحكم الشيوعي من ان تثبت اقدامها في الاتحاد السوفياتي، وفي هذا الظل تحركت المنظمة على اعلى المستويات، فقام بعض اعضائها الفرنسيين بزيارات متعاقبة ومتكررة لموسكو، وجلبوا معهم الوثائق المتعلقة بالمنظمة واشرطة الكاسيت وخرائط لبناء كنس يهودية جديدة.

واستمر تحرك (بناي بريث) منذ العام 1988 حتى سقوط الاتحاد السوفياتي، وتمكنت هذه المنظمة من تحقيق حلم الحركة الصهيونية بجلب مئات الالوف من اليهود السوفيات ويهود اوروبا الشرقية إلى فلسطين العربية المحتلة.

يستغرب الكثيرون حين يجدون ان هذه المنظمة هي الذراع الاطول للحركة الصهيونية في العالم، ولكن الوقائع التي لم يسلط عليها الضوء تثبت ان هذه المنظمة هي التي ساهمت بشكل كبير في عقد المؤتمر الصهيوني الاول في العام 1897 في «بال» السويسرية، وهي التي مولته بالكامل، حتى كانت المؤثر الأول والاساسي في تحديد الهجرة اليهودية إلى فلسطين العربية، اذ ان زعماءها دفعوا تيودور هرتزل إلى إلغاء اختياراته المشتتة حول مفهوم (الوطن القومي لليهود)، فقد كان هرتزل يطرح عدة خيارات، منها أوغندا أو الأرجنتين أو فلسطين، ولكن (بناي بريث) استطاعت ان تحدد له فلسطين فقط للخيار الصهيوني المقبل.

وتقول الوثائق «ان ابواب البيت الابيض الاميركي آنذاك أغلقت في وجه زعماء الحركة الصهيونية، ولم يجدوا سبيلا للوصول إلى الرئيس الاميركي ترومان، إلا احد زعماء منظمة (بناي بريث) الذي ربطته علاقات حميمة بأصدقاء الرئيس الاميركي ترومان المقربين جدا، وفي النهاية تجاوز الرئيس الاميركي كل ما جاء في الحملة الاعلامية التشهيرية، وأعلنت الولايات المتحدة اعترافها بالكيان الصهيوني».

وتشير الوثائق إلى ان الرئيس الاميركي ترومان عندما قام بتوقيع الوثائق المتعلقة بالاعتراف الرسمي بدولة «اسرائيل» يوم 31 يناير/ كانون الثاني 1949، كان المراقبون الوحيدون الذين حضروا عملية التوقيع من غير الحكومة الاميركية هم ثلاثة اعضاء في (بناي بريث) وهم: ايدي جاكوبسون وموريس بيسجاير وفرانك جولدمان، ولهذا فإن زعماء الحركة الصهيونية منحوا اول جائزة اسرائيلية لمنظمة (بناي بريث)، وقد تبنى حاييم وايزمن عندما اصبح اول رئيس لدولة الكيان الصهيوني فكرة شعار منظمة (بناي بريث) - المينورا - ليكون شعارا رسميا للدولة العبرية منذ العام 1949، و«المينورا» هو الشمعدان ذو الرؤوس السبعة.

واذا كانت الصهيونية شكلا من اشكال العنصرية المقيتة، وهذا يتفق عليه معظم ابناء المعمورة، فإن منظمة (بناي بريث) طرحت افكارها منذ نشأتها، اي قبل ظهور الحركة الصهيونية نفسها، ولكن طرحها جاء من خلال منهج فكري وعملي طبقته على اليهود، وطالبت كل اليهود غير الصيهونيين بتطبيقه، فهي تدعو إلى عدم الاندماج ليبقى العرق اليهودي نقيا، كما تقول، وتستند المنظمة في دعوتها هذه إلى منظور توراتي، ولذلك يقول احد زعماء اليهود: «ان القيادة التوراتية تجعل منا كهنة للدين، ومنظمة (بناي بريث) تجعل منا كهنة للدنيا»، وتدعي المنظمة ان الاندماج يعني ضياع الهوية اليهودية، بل ان الاندماج يشكل انهزاما لمسيرة الديمقراطية وليس انتصارا لها، على حد زعم المنظمة.

ومن خلال طرحها ترفض ان يرتد اي يهودي إلى المسيحية مثلا حتى ولو كان في الولايات المتحدة، وترفض فكرة التزاوج بين اليهود وغيرهم من ابناء العقائد الاخرى، وقد تماثلت شعارات المنظمة بشعارات الحاخامات اليهود العنصريين، فمن تلك الشعارات مثلا «اليهودي هو اعجوبة التاريخ على مر العصور» و«اليهودي مصنوع من المادة ذاتها التي يصنع منها الابطال» و«اليهودية هو مقاتل في ميدان معركة الحقيقة» و«اليهودي عامل مهم ومؤثر في القضايا الانسانية جميعا»، و«مواطن في عالم يحق له أن يعتبره عالمه الخاص به».

وعبر زعماء المنظمة عن عنصريتهم في مؤتمرات عدة، وكانت مقاومة الزيجات المختلطة من أهم ما قاموا ويقومون به، داخل الكيان الصهيوني وخارجه، وقد انشأت المنظمة محافل خاصة لمقاومة الزيجات وتشجيع الشباب والشابات من اليهود على الحفاظ على ( الزواج اليهودي النقي)، وطرحت المنظمة التربية اليهودية سلاحا ضد الاندماج.

واخيرا نقول ان اكتشاف اكبر شبكة تجسس في الولايات المتحدة في العام 1993 تنتمي إلى منظمة (بناي بريث) تدفع الكثيرين من ابناء الولايات المتحدة إلى التساؤل لماذا يسكت عن اعمال كهذه؟، وإلى متى يظل الصهاينة يتحكمون بنا؟.

على أية خال، فإن منظمة (بناي بريث) لا يمكن ان تؤول إلى الانحلال مادامت هي الموازي للحركة الصهيونية العالمية الداعمة لـ «اسرائيل»، لكن اساليب الدعاية والاعلام بلغت حدا لدى المنظمات المشبوهة ان تصرح باختفائها وانحلالها لتبدأ فصلا جديدا وخطة جديدة من العمل للحفاظ على قوة الكيان الصهيوني.




 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق