أضواء على حقيقة المهرجانات اليهودية في القدس - ALYAKEEN جريدة اليقين الإلكترونية

عاجل

ALYAKEEN جريدة اليقين الإلكترونية

محترفون في خدمتكم ننقل لكم الحقائق المثبتة على مدار اليوم

إعلان

بانر 728X90

الأحد، 14 يوليو 2013

أضواء على حقيقة المهرجانات اليهودية في القدس

أضواء على حقيقة المهرجانات اليهودية في القدس 


بقلم أ. نيفين خالد زواوي : مركز الدراسات المعاصرة 



1. مدخل
خلال أصعب وأخطر اللحظات وأكثرها ألماً، عندما بكى كل جزء من أجزاء القدس، ولو نطقت الرياح ونطق الحجر والشجر لسمعنا منهم العجب العجاب تألماً على تدنيس القدس بابشع وأنجس الطقوس والإفتراءات، فما بالك يا من حملت الأمانة !؟ تنطق بالعبارات التالية: «يا له من مهرجان رائع»، «كم أعشق هذا الفن الراقي»، «أصطحبت أبنائي للاستمتاع بمهرجان نور القدس»، «التقت وأصدقائي العديد من الصور التذكارية الرائعة في المهرجان». هذه العبارات ليست لموشيه وشلومو ويهودا بل هي كلمات خرجت من أفواه بعض أبناء وبنات المسلمين للتعبير عن آرائهم تجاه مهرجان «نور القدس 2013» الذي نظمته مؤخراً ما تسمى «سلطة تطوير القدس»، وأشرفت عليه مؤسسات الكيان اليهودي الإحلالي مجتمعة وعلى رأسها مكتب رئيس حكومة الإحتلال.
لم تقتصر الدعوة للمهرجان على اليهود الذين اكتظت بهم شوارع القدس، بل تمت دعوة المقدسيين وغيرهم من الفلسطينيين للمشاركة بالمهرجان عبر نشرة باللغة العربية إستُبدلت فيها أسماء الأماكن الإسلامية المقدسة ومواقع ومعالم القدس العربية والاسلامية باسماء عبرية، فتم مثلاً اطلاق اسم "جبل الهيكل" على المسجد الأقصى، وساحة "حائط المبكى" على  ساحة البراق، وباب صهيون على باب النبي داوود عليه السلام.
لا يهدف هذا المقال الى توجيه أصبع إتهام لأحد من الفلسطينيين أو غيرهم من العرب والمسلمين الذين نطقوا بعبارات إن لم تكن مؤيدة للمهرجان جاءت منبهرة به معظمة لجهود القائمين عليه. كما أنه لا يقدم علاجا «لعقدة الخواجة» التي ترسخت في قلوب ونفوس بعض أبناء الأمة فانقلبت موازينهم حتى باتوا يرون الإنحدار صعودا والسقوط علوا. ولكنه جاء مخاطباً لمعظم أبناء هذه الأمة وهم أصحاب النفوس الطيبة وإن التبست على بعضهم الحقائق في ظل سيطرة مؤسسات الاحتلال وانتشار أبواق الإعلام الفاسد المضلل، كاشفاً خطورة هذا المهرجان المظلم، خاصة بعد أن تبين لي أنه لم يتم حتى الآن تحليل محتوى المهرجان وبيان خطورة ما يحمله من معتقدات ورسائل ومعاني، تهدف مؤسسات الاحتلال الى ترسيخها في ليس فقط في الوعي اليهودي بل في وعي الفلسطينيين والمسلمين أيضا.
لذا لن أكتفي بالقول أن المهرجان من أهم الأدوات المسخرة لتهويد القدس، بل سوف أقوم بالقاء الضوء على أهم الأهداف والرسائل والمعاني التي يحملها المهرجان من خلال تحليل بعض أجزاءه وفك رموزه.
2- لماذا الأنوار؟ دلالات النور في المعتقدات اليهودية وانعكاساتها على المهرجان
سوف أقوم بداية ببيان بعض معاني النور في عقيدة اليهود، كي يتسنى لنا بحث علاقتها بالقدس ومهرجان «الأنوار» وكيفية انعكاسها على مختلف المقاطع التي تناولها المهرجان. وكيف تم الربط بين النور وبين مسائل عقدية يهودية، لا سيما ربط النور بالسيطرة والحكمة والخلاص والقدسية والخلود، ورؤيته كمادة «خارقة» تربط بين العالم الواقعي و«فوق الطبيعي».
وبهذا المعنى تم استخدام النور وتسخيره لخدمة غايات وسياسات يهودية على أرض الواقع. اذ تم توظيفه عند حلول الظلام كعامل مقسم ومنظم وراسم للحدود، إضافة الى عملية الوصل بين المكان والمعتقد، إحياؤه ومحاولة ترسيخه [عن النور في اليهودية انظر "الرابي" شطاينزلتس: داخل اوريم ، 2005. بالعبرية].
3- الافتراء على الله و«أصل الحياة»
يربط اليهود، لا سيما في القبالاة، بين النور الذي يرون به المقدّس الإلهي وبين النور الحسي الذي يعمل على الربط بين الزمان والمكان والمعتقدات الدينية والروحانية، أو ما يعرف بالعالم الخارج عن المكان والزمان وفقاً لمعتقداتهم [انظر رحيل الي-أور: داخل اوريم ، 2005. بالعبرية].
لقد ظهر هذا الجانب بارزاً في فقرة «أصل الحياة»، والذي تم عرضها بواسطة بئر مضاء، وافتتحت بعبارة «لأن شعبك هو مصدر حياة، وفي نورك نرى النور» [المزامير: لو-ي]. ووفقاً لهذه الفقرة فأن الماء والنور هما أصل الحياة، يرمزان الى التوراة المكتوبة، وموجودان حسياً وروحانياً في أركان القدس، رمزاً للعلاقة والوثيقة بين جذور القدس واليهود.
نشير هنا الى أن اليهود يؤمنون أن القدس هي مركز الكون، وأن قيادة العالم والخلاص لا يقومان الا بالسيطرة اليهودية على القدس ومنها فقط تتم قيادة العالم. وقد عبر المهرجان عن ذلك بالربط بين رؤية اليهود كأصل الحياة ومركزها وبين رؤية القدس كمركز العالم كما سنبين لاحقاً في شرح فقرة «شجرة الحياة». ويحاول اليهود شرعنة هذه الافتراءات بافتراء أعظم على الله سبحانه وتعالى، حيث يدّعون أنهم أحباء الله وأنهم يقتبسون نوراً من نوره كما جاء في نشرة المهرجان. وبهذا يسوّقون للمشاهدين أن ما نظموه بواسطة الأنوار في فوضى الظلام إنما هو مستمد من نور الخالق، تعالى الله عما يصفون.  
4- «شجرة الحياة»: القدس مركز  الكون  
في هذه الجزئية يعرض المهرجان القدس كمركز العالم الى جانب عرضه لليهود وكتبهم كأصل للحياة كما فصلنا، مما لا يدع مكاناً للجدل في قضية القدس، إذ يصوّر المهرجان القدس كأرض خلقت «لشعب الله» ومن أجله. ويتم ذلك بواسطة «شجرة الحياة» عند باب العامود. وقد ذًكر في برنامج المهرجان أن لهذه الشجرة معاني في حضارات العالم ترمز لنظام كوني، حيث تقع دائماً في وسط العالم، فضلاً عن وسط المدن المقدسة.
أما في اليهودية فقد ظهرت «شجرة الحياة» في «سفر التكوين» ممثلة لشجرة خلقها الله في وسط الجنة يعطي ثمرها الحياة الأبدية والخلود [سفر التكوين 2 : 9]. بينما تُصور القبالاة «شجرة الحياة» على أنها شجرة أصلها في السماء وفروعها في الأرض، تتكون من عشر طبقات ترمز الى نور الخالق الخالد الذي يقتبسون منه النور. كما ويتم الربط بين «شجرة الحياة» في القدس وبين أحداث النهاية والخلاص والجنة  استناداً الى «رؤيا حزقيال» [22:2].

 5- الإفتراء على أنبياء الله داوود وسليمان عليها السلام
بعد أن قمنا بتحليل الرموز اليهودية التي عرضت القدس كأقدس بقعة تقع بمركز الكون وترتبط بالسماء، خُلقت لليهود الذين تم تصويرهم وكتبهم المقدسة كأصل الحياة وأسيادها وكأصحاب أنوار مقتبسة من النور الالهي، سوف نتطرق هنا الى الحلقة التي تصل بين هذه الأجزاء، وهي حلقة الملك والسيادة، ومما لاشك فيه أن الحديث سيدور هنا حول أنبياء الله داود وسليمان عليهما السلام.
إفتُتح هذا الجزء من المهرجان ذاكراً أن «الملك داود هو الملك الأول الذي حوّل القدس لعاصمة لكل اسرائيل» في محاولة لترسيخ مفهوم القدس كمدينة يهودية لدولة يهودية أسسها سيدنا داوود عليه الصلاة والسلام. أما صفات هذه السيادة وهذا المُلك، فلا بد لهما أن يتماشا والمعتقدات اليهودية الجائرة الفاسدة، وتم ذلك بوصف النبيين المؤمنين الموحدين داوود وسليمان عليهما السلام بأقبح الصفات وتحويل هذه الافتراءات لنماذج يقتدى بها.
فتم إتهام سيدنا داوود عليه السلام بالقتل والزنى من خلال المهرجان، بل وتم وصف القتل والزنى ب«اللحظات الانسانية»، حيث جاء على لسانهم: « قصة داود وبات شيفع وهي من اشهر القصص في التوراة وتقع احداثها في قصر داود في القدس. العمل الفني يظهر الشخصيات التوراتية والملكية في لحظات انسانية بينها وقوع داود في حب بات شيفاع، ارسال اوريا الحثي الى الحرب وولادة سليمان ».
استندت ادعاءات هذه الفقرة القبيحة الى جملة افتراءات وردت في كتبهم المقدسة، فقد جاء في  سفر صموئيل الثاني، ما نصُّه: «وأما داود فأقام في أورشليم ، وكان وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم ، وكانت المرأة جميلة المنظر جدّاً ، فأرسل داود وسأل عن المرأة ، فقال واحد : أليست هذه "بَثْشَبَعَ بنت أَلبِعَام" امرأة أُوريا الحثي؟ فأرسل داود رسلاً وأخذها، فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مُطهرة من طمثها، ثم رجعت إلى بيتها وحبلت المرأة ، فأرسلت وأخبرت داود وقالت : إني حبلى» [سفر صموئيل الثاني، الإصحاح الحادي عشر: 2-5].
إذن لم يترك هؤلاء مجالاً يستطيعون فيه الدسَ والإفتراء على الله ورسله وأنبيائه إلا وحاولوا نشره. أما هذه الإفتراءات فباتت الآن قصصاً تخط وتحفر في أقدس بقاع الأرض على مرأى ومسمع من المسلمين، مشكّلة أرضاً خصبة لتحقيق أهداف وغايات اليهود في القدس وفلسطين، لا سيما أنها تحاول جاهدة قتل الإنسان بتلويث عقله ونفسه، مزيلة بذلك أهم وأعظم عائق يواجه المشروع اليهودي الصهيوني.
المصدر : مركز الدراسات المعاصرة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق